ذى المسلمين و شتمهم
قال الله تعالى: "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا" وقال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون".
وقال الله تعالى: "ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا".
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه الناس أو تركه الناس اتقاء فحشه" وقال صلى الله عليه وسلم: "عباد الله إن الله وضع الحرج إلا من افترض بعرض أخيه فذلك الذي حرج أو هلك"
وفي الحديث "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" وقال عليه الصلاة والسلام "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم" وفيه أيضاً "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر".
و"عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار وتؤذي جيرانها بلسانها فقال: لا خير فيها هي في النار". صححه الحاكم.
وفي الحديث أيضاً "اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساوءهم" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دعا رجلاً بالكفر أو قال يا عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه" وقال عليه الصلاة والسلام: "مررت ليلة أسري بي بقوم لهم أظافر من النحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم".
في الترهيب من الإفساد والتحريش بين المؤمنين وبين البهائم والدواب:
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم"، فكل من حرش بين اثنين من بني آدم ونقل بينهما ما يؤذي أحدهما فهو نمام من حزب الشيطان من أشر الناس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: شراركم المشاؤون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبرءاء العنت". والعنت المشقة.
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يدخل الجنة نمام".
والنمام هو الذي ينقل الحديث بين الناس وبين اثنين بما يؤذي أحدهما أو يوحش قلبه على صاحبه أو صديقه بأن يقول له: قال عنك فلان كذا وكذا وفعل كذا وكذا، إلا أن يكون في ذلك مصلحة أو فائدة، كتحذيره من شر يحدث أو يترتب. وأما التحريش بين البهائم والدواب والطير وغيرها، فحرام كمناقرة الديوك ونطاح الكباش وتحريش الكلاب بعضها على بعض وما أشبه ذلك وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فمن فعل ذلك فهو عاص لله ورسوله.
ومن ذلك إفساد قلب المرأة على زوجها، والعبد على سيده. لما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ملعون من خبب امرأة على زوجها أو عبداً على سيده" نعوذ بالله من ذلك.
في الترغيب في الإصلاح بين الناس، قال الله تعالى: "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً" قال مجاهد: هذه الآية عامة بين الناس، يريد أنه لا خير فيما يتناجى فيه الناس ويخوضون فيه من الحديث إلا ما كان من أعمال الخير، وهو قوله "إلا من أمر بصدقة" ثم حذف المضاف "أو معروف"، قال ابن عباس: بصلة الرحم وبطاعة الله، ويقال لأعمال البر كلها معروف لأن العقول تعرفها. قوله تعالى: "أو إصلاح بين الناس" هذا مما حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "لأبي أيوب الأنصاري ألا أدلك على صدقة هي خير لك من حمر النعم قال: بلى يا رسول الله، قال: تصلح بين الناس إذا تفاسدوا وتقرب بينهم إذا تباعدوا" وروت "أم حبيبة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كلام ابن آدم كله عليه لا له إلا ما كان من أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو ذكر لله"
وروي أن رجلاً قال لسفيان: ما أشد هذا الحديث، قال سفيان: ألم تسمع إلى قول الله تعالى: "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف" الآية؟؟ فهذا هو بعينه..
ثم علم سبحانه أن ذلك إنما ينفع من ابتغى به ما عند الله قال الله تعالى: "و من يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً" أي ثواباً لا حد له.
وفي الحديث "ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيرا" رواه البخاري. وقالت أم كلثوم: "ولم أسمعه صلى الله عليه وسلم يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاثة أشياء: في الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل زوجته وحديث المرأة زوجها" و"عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه أن بني عمرو بن عوف كان بينهم شر، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلح بينهم في أناس معه من أصحابه" رواه البخاري.
و"عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما عمل شيء أفضل من مشي إلى الصلاة أو إصلاح ذات البين وحلف جائز بين المسلمين".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أصلح بين اثنين أصلح الله أمره وأعطاه بكل كلمة تكلم بها عتق رقبة ورجع مغفوراً له ما تقدم من ذنبه". وبالله التوفيق .
اللهم عاملنا بلطفك وتداركنا بعفوك يا أرحم الراحمين.